التوحيد حق الله على العبيد


قال ابن سيرين -رحمه الله : إن هذا العلم دين

حياكم الله أينما كنتم

الأحد، 27 يناير 2013

طلب العلم والغرور

من رسالة: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

س: شيخنا -حفظكم الله- تعلمت علماً على أحد طلبة العلم وأتقنته، وأنا الآن بين أمرين: إن كتمته أخشى أن أكون من الذين يكتمون العلم، وإن علمته للناس في المسجد أخشى من الذين يعلمون الناس وهم لم يبلغوا درجة العلماء ، فما توجيهكم حفظكم الله؟
 

الجواب: والله نحن ما أتقنا، كيف تقول: أتقنته وأنت صغير، فهذه مرتبةٌ كبيرة، ولا ت
 قول: أتقنت، أخشى أن يكون هذا من الغرور، ما أحد يدَّعي الإتقان، فقُل: تعلمتُ شيئاً، وأريد أن أُعلّمه لمن يحتاج إلى هذا العلم، تعلّمتَ الأصول الثلاثة وفهمتها تماما، علّمها لغيرك وأخلص لله في هذا العلم، تعلّمت كتاب التوحيد، تعلّمت عمدة الحكام وفهمتها علّم ما عندك في حدود علمك، ولا تدخل في شيءٍ فوق طاقتك، وإذا لم تفهم سؤالا وُجه إليك، فقل الله أعلم، لا تقل على الله بغير علم، لأن هذا أمرٌ كبيرٌ!
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (الأعراف: 33)
القول على الله بغير علم كبير وعظيم ) وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(النحل: 116)
" ومن كذب علي مُتعمداً فليتبوأ مقعدهُ من النار" أخرجه البخاري (3461) من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما
لا يجوز أن تتكلم بغير علم فإن هذا من الكذب على رسول الله أن تقول: قال رسول الله كذا وتكذب، هذا من أعظم ما يكون، قد تفتي بفتوى تقولها من عندك لا أصل لها من الكتاب والسنة، وتنسبها إلى الله وإلى الرسول، فتكون كاذبا على الله وعلى رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
فإذا كان عندك شيء من الخير، وأرجو لو أنك تمر على شيخ يختبرك ويعطيك إجازة، ويعطيك إذناً بالتعليم، مالك رضي الله عنه ما شرع في التدريس والفُتيا إلا بعد أن شهد له سبعون عالماً أنه يصلح لهذا، فإذا كان لك شهادة جامعية يمكن أن تنفعك إن شاء الله، ما عندك شهادة فمن نصحي لك أن تعرض نفسك على بعض العلماء الأتقياء الموثوق بعلمهم ودينهم ونصحهم، وإذا قال لك: علّم الكتاب الفلاني وقد عرفته واختبرك فيه فوجدك جيداً، أذن لك.
أنا جاءني واحد، قال: إنه يحفظ الأمهات الستة، وبعد ذلك أحسست أنه يطلب مني تزكية، قلت له: لا أزكيك حتى أختبرك، وواحد أخذ إجازة من بعض المشايخ وهو صغير مسكين، وراح يكتب تزكيات أو إجازات لأطفال، ويقول: أعطيت هذه الإجازة لهذا المحدث الكبير وهو ما عنده شيء! فاستدعيته ونصحته،فقال: أنا أنسحب، أتوب إلى الله عز وجل.
فهذا الذي يقول: أتقنت، أنا أخاف عليه، والله أنا ما أتقنت، شاب عُمُري في العلم، ولا أقول: أتقنت، فدع مثل هذه الدعوى بارك الله فيك.
الشافعي رحمه الله يقول: كُلما ازددت علماً كُلما أرى نفسي أنني ازددت جهلاً.
إذا قال العالم: إني عالم فهو جاهل(1).
فلابُد أن تسلك مسلك السلف في التواضع، والنظر إلى نفسك بأنك ضعيف، وأنك جاهل، لا تقل: أنا عالم وأتقنت بارك الله فيك!

ـــــــــــــــــــــــ
(1) يروى هذا الكلام عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
رواه مسدد في ((مسنده)) ( 12/559 برقم 3006 )، و الحارث بن أبي أسامة في (( مسنده)) (12/ 360 برقم 3007 ), وابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) لابن بطة (2/868 برقم 1180 - الإيمان), و اللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (3/973برقم 1777 ) من طرق عن عمر رضي الله عنه إلا أنها منقطعة.
وروى الدينوري في (( المجالسة و جواهر العلم)) (2/186 برقم 308-) عن نعيم بن حماد قال: قال ابن المبارك: ((لا يزال المرء عالما ما طلب العلم, فإذا ظن أنه قد علم, فقد جهل)).


[ أسئلة رسالة: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ]
من كتاب: " مرحبا يا طالب العلم " للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
( دار الميراث النبوي - دار أضواء السلف )

السبت، 26 يناير 2013

سلسلة تربية الأولاد


سلسلة ( تربية الأولاد في الإسلام ) لفضيلة الشيخ هشام بن فؤاد البيلي - جزاه الله خيرا -

الجمعة، 25 يناير 2013

من أدب السلف في النصيحة

من أدب السلف في النصيحة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فعن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدين النصيحة
قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم والنسائي وعنده إنما الدين النصيحة
وأبو داود وعنده قال إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة(صحيح الترغيب والترهيب المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى : 1420هـ))
تعريف النصيحة ، والفرق بينها وبين الفضيحة أو ( التعيير والتثريب ) ، والغيبة
أولا : تعريف النصيحة
قال ابن فارس : النون والصاد والحاء " أصل يدل علي ملائمة بين شيئين وإصلاح لهما .اهـ ، وعلي هذا فالنصيحة لها معنيان :
المعني الأول : تخليص القول من الغش .
قال الخطابي : قيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا خلصته من الشمع . شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط (شرح النووي لمسلم /ح 55)).
.وقال أبو عمرو ابن الصلاح : النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلا (جامع العلوم والحكم ص 76).
وقال القرطبي: النصح إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة بخلاف الغش.اهـ (الجامع لأحكام القران 4/234)
وقال النووي : النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذ خاطه . فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوص له بما يسده من خلل الثوب .اهـ(النووي شرح مسلم /ح 55 ))
ومن سمات النصيحة
1-الإخلاص لله تعالي
2- إرادة الخير للمنصوح
3- بذل الوسع في سبيل النصيحة
النصيحة هي الدين
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ الدِّينُ النَّصِيحَةُ . قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِكِتَابِهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَامَّتِهِمْ ] (رواه مسلم).
قال النووي : هَذَا حَدِيث عَظِيم الشَّأْن ، وَعَلَيْهِ مَدَار الْإِسْلَام .. ، وَأَمَّا مَا قَالَهُ جَمَاعَات مِنْ الْعُلَمَاء : أَنَّهُ أَحَد أَرْبَاع الْإِسْلَام ، أَيْ أَحَد الْأَحَادِيث الْأَرْبَعَة الَّتِي تَجْمَع أُمُورَ الْإِسْلَام ، فَلَيْسَ كَمَا قَالُوهُ ، بَلْ الْمَدَارُ عَلَى هَذَا وَحْدَهُ ...، وَمَعْنَى الْحَدِيث : عِمَاد الدِّين وَقِوَامه النَّصِيحَة . كَقَوْلِهِ : الْحَجُّ عَرَفَة أَيْ عِمَاده وَمُعْظَمه عَرَفَة . (شرح مسلم للنووي / 55 ))
و قَالَ اِبْن بَطَّال - رَحِمَهُ اللَّه - فِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ النَّصِيحَة تُسَمَّى دِينًا وَإِسْلَامًا وَأَنَّ الدِّين يَقَع عَلَى الْعَمَل كَمَا يَقَع عَلَى الْقَوْل .اهـ (شرح مسلم للنووي /ح 55 )
والأصل في النصيحة الوجوب : لقول اللَّهُ تَعَالَى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ](متفق عليه)
وظَاهِرَ هَذَا الْحَدِيثِ أَدُلُّ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَقْصُودِ الَّذِي هُوَ وُجُوبُ النُّصْحِ حَيْثُ نَفَى الْإِسْلَامَ مَرَّتَيْنِ فِيمَنْ تَرَكَ النُّصْحَ ، وقوله { إنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ } ) وَكَرَّرَهُ فِي رِوَايَةٍ ثَلَاثًا فَقِيلَ التَّكْرِيرُ دَلِيلُ الْوُجُوبِ فَتَأَمَّلْ .
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله وهو يتكلم عن وجوب النصيحة وفوائدها :
ومن أعظم النصيحة لله الذب عن الدين وتفنيد شبه المبطلين وشرح محاسن الدين
الظاهرة والباطنة فإن في شرح محاسن الدين وخصوصا في هذه الأوقات التي طغت فيها
الماديات وجرفت بزخارفها وبهرجتها أكثر البشر وظنوا بعقولهم الفاسدة أنها هي الغاية
ومنهى الحسن والكمال واستكبروا عن آيات الله وبيناته ودينه ... الرياض الناضرة ص56
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : وَالنَّصِيحَةُ فَرْضُ كِفَايَةٍ يُجْزِئُ فِيهَا مَنْ قَامَ بِهَا وَتَسْقُطُ عَنْ الْبَاقِينَ .( سبل السلام / 2 / 696 ))
وقال النووي : قَدْ يَتَعَيَّن كَمَا إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ لَا يَعْلَم بِهِ إِلَّا هُوَ أَوْ لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ إِزَالَته إِلَّا هُوَ , وَكَمَنْ يَرَى زَوْجَته أَوْ وَلَده أَوْ غُلَامه عَلَى مُنْكَر أَوْ تَقْصِير فِي الْمَعْرُوف . (شرح مسلم للنووي /ح 55)
خلطُ كثيرٍ من الناسِ بين النصيحة ، والفضيحة ( التعيير ، أو التثريب) أو بين النصيحة والغيبة .
( فإنهما يشتركان في أن كلا منهما : ذكر الإنسان بما يكره ذكره .
فذكر الإنسان بما يكره إذا كان المقصود منه الذم والعيب والنقص ، فهو حرام لأنه نوع من الغيبة المحرمة ومع ذلك فقد استثني العلماء بعض الحالات التي يجوز فيها أن ينال من الشخص بعينه وبذاته .وكذلك فقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم ، وذكروا الفرق بين جروح الرواة ، وبين الغيبة وردوا علي من ساوى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه ( النصيحة والتعيير / 2 - 3 بتصرف ) لابن رجب)
نصيحة العالم اذا اخطأ:
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في قوله : ( و مِمَّا يختص به العلماء ردّ الأهواء المضلة بالكتاب و السنة على مُورِدِها ، و بيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها ، و كذلك رد الأقوال الضعيفة من زلاّت العلماء ، و بيان دلالة الكتاب و السنة على ردّها )( جامع العلوم و الحكم ، ص : 98).
وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي : ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه ، لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما ، و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة )( سير أعلام النبلاء : 40/14)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين اضطره المقام إلى الخوض في مسألة زلات العلماء : ( نعوذ بالله سبحانه مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة ، أو انتقاص أحد منهم ، أو عدم المعرفة بمقاديرهم و فضلهم ، أو محادتهم و ترك محبتهم و موالاتهم ، و نرجو من الله سبحانه أن نكون ممن يحبهم و يواليهم و يعرف من حقوقهم و فضلهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع ، و أن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب و أعظم حظ ، و لا حول و لا قوة إلا بالله )( الفتاوى الكبرى : 6 / 92)
فإذا أردنا خيراً بعلمائنا ، وورثة النبوّة في أمّتنا ، كان لِزاماً علينا أن نلتزم تجاههم بأدبَين جليلين :
الأوّل : توقيرهم و معرفة قَدرهم ، و عدَم الحط من مكانتهم ، أو الطعن في علمهم و أمانتهم بسبب ما قد يقعون فيه من زلاّت ، أو يخطئون فيه من الفتاوى و السؤالات .
أدب السلف في النصيحة:
قال إمام الجرح والتعديل في عصره :" يحيى بن معين رحمه الله تعالى ".
" ما رأيتُ على رجلٍ خطأً إلا سترته ، وأحببتُ أن أزين أمره ، وما استقبلتُ رجلاً في وجهه بأمر يكرهه،ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلاَّ تركته ". انظر سير أعلام النبلاء :(11/83).
قال المزني سمعت الشافعي يقول:
من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه
(حلية الأولياء (ج9 ص 140)
وقيل لمسعر: " أتحب من يخبرك بعيوبك؟ فقال: إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم، وإن قرعني بين الملأ فلا " وهذا حق؛ فإن النصح في السر حب وشفقة، والنصح في العلن انتقاص وفضيحة. وهذا هو قول الشافعي رحمه الله: " من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه ".(الإحياء 2 / 182)
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
( تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ** وجنِّني النصيحةَ في الجماعهْ )
( فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ** من التوبيخِ لا أرضى استماعه )
( وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ** فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه )
ديوان الإمام الشافعي
قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس : يا أمير المؤمنين : إنك أخطأت في كذا وكذا ، وأنصحك بكذا وبكذا ، فقال له علي رضي الله عنه :" إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك ، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس "
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (( وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سراً، )) حتى قال بعضهم: (( من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه )) .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله "ما ادرك عندنا من ادرك بكثرة الصلاة والصيام وانما ادرك عندنا بسخ
بسخاءالانفس وسلامة الصدور والنصح للامه"
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (( المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير)) (جامع العلوم: (ص:77).
ويعقب الحافظ ابن رجب على كلمة الفضيل هذه بقوله: (( فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح، وهو أن النصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان))
الفرق بين النصيحة و التعيير: (ص36)
ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان البستي رحمه الله تعالى: (( النصيحة تجب على الناس كافة على ماذكرنا قبل، ولكن ابداءها لا يجب إلا سراً، لأن من وعظ أخاه علانية فقدشانه، ومن وعظه سراً فقد زانه، فإبلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه))
روضة العقلاء: (ص196)
وقال أبو حاتم بن حبان "خير الاخوان اشدهم مبالغه في النصيحه كما ان خير الاعمال احمدها عاقبه
واحسنها اخلاصا
ويقول الإمام أبو محمد ابن حزم الظاهري رحمه الله: (( وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لاتصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلابد من التصريح)) (
الأخلاق والسير: (ص44)
ويقول عبد العزيز بن أبي داود رحمه الله: (( كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق، فيؤجر في أمره ونهيه، وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه، فيستغضب أخاه، ويهتك ستره)) جامع العلوم: (ص77)
ويقول الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى: (( ولا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه، فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة وملك، لا مؤدي حق أمانة وأخوة، وليس هذا حكم العقل، ولا حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبده)) الأخلاق والسير: (ص44)
ويقول أيضاً: (( فإن خشنت كلامك في النصيحة فذلك إغراء وتنفير، وقد قال الله تعالى: { فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً } (طه: من الآية44). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )( متفق عليه )
ويقول ابن رجب: (( فهذا الذي ذكره الفضيل، (مقولتنا التي نقلناها في موضع النصح في السر) من علامات النصح، فالنصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن بها الإعلان)) الفرق بين النصيحة والتعيير: (ص36)
ويقول الإمام بن حزم رحمه الله تعالى: (( وحد النصيحة أن يسوء المرء ما ضر الآخر، ساء ذلك الآخر أم لم يسؤه، وأن يسره ما نفعه، سر الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائد على شروط الصداقة )) الأخلاق والسير: (41)
ويقول الخليفة عمر بن عبد العزيز: (( من وصل أخاه بنصيحه له في دينه، ونظرله في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه...)) ( تاريخ الطبري: (6/572)) .
اعدها
رائد أبو الكاس

الخميس، 24 يناير 2013


أجاب الشيخ على سؤال بشأن العقيدة (العقيدة) والمنهج (منهج) وإذا كان السلف تستخدم للتمييز بينهما:

المنهج - بارك الله فيك - مبني على العقيدة، فمن كانت عقيدته سليمة؛ فسيكون منهجه سليما بلا شك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: << من كان على مثلما أنا عليه وأصحابي >>، فقوله: << على مثلما أنا عليه وأصحابي >> يعني في العقيدة والمنهج والعمل وكل شيء، ولا يمكن أن يختلف هذا وهذا، فمثلا الإخوانيون والتبليغيون والإصلاحيون وغيرهم، إذا كان منهجهم لا يخالف الشريعة؛ فلا بأس به، وإذا كان يخالف الشريعة؛ فإنه لا بد أن يصدر عن عقيدة؛ لأن كل عمل له نية، فإذا اتخذ إنسان منهجا مخالفا لمنهج الرسول - عليه الصلاة والسلام - وخلفائه الراشدين؛ فمعناه: أن عقيدته غير سليمة، وإلا متى سلمت العقيدة سلم المنهج

لقاء مع زوجة الشيخ الألباني -رحمه الله-


لـقـاء مـع أم الفضل زوجـة الـشـيـخ الألباني رحمه الله .


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد 

إخواني الأفاضل أقدم لكم هذا اللقاء النادر مع زوجة العلامة المجدد الألباني رحمه الله نقلته من بعض المواقع و هذا نص اللقاء:


لقد عرضنا على الخالة أم الفضل - حفظها الله - زوجة الشيخ الألباني أن تحدثنا عن حياة زوجها العلامة الألباني - رحمه الله - و فكرة نشر ذلك على هذا المنتدى المبارك فوافقت مشكورةً على هذا الطلب و جاءت إلى منزلنا صباح هذا اليوم . و كان هذا اللقاء : 



* هل لك أن تعرفينا بهويتكِ ؟ 

الاسم : يسرى عبد الرحمن عابدين ( أم الفضل )

مكان الولادة : السلط - و في رواية شهادة الميلاد : القدس 1929 م.



حدثينا يا خالة عن نشأتكِ حتى زواجك من الشيخ رحمه الله ؟

نشأتُ في القدس في منطقة المسجد الأقصى، كان والدي يعمل بالتجارة، و لكني لا أعرفه إذ مات وكنتُ صغيرة. فرباني أخي نظمي رحمه الله.


بقيتُ في القدس حتى سنة 1948 م; ثم انتقلتُ نهائياً إلى الأردن و خطبني الشيخ - رحمه الله - في عام 1981 م و كنتُ مقيمة في منطقة ماركا الشمالية، فنقلني إلى ماركا الجنوبية التي كنت أشتهي أن أعرفَ عنها شيئاً حتى زرعني الشيخ بها رحمه الله تعالى.


تزوج الشيخ زوجته الأولى ( أم عبد الرحمن ) في دمشق و هي يوغسلافية و أنجبت منهُ عبد الرحمن، و عبد اللطيف، و عبد الرزاق و غيرهم ممن توفاه الله، ثم توفيت أم عبد الرحمن .

ثم تزوج الشيخ الثانية ( ناجية ) و هي يوغسلافية و أنجب منها تسعة ( 4 أولاد و 5 بنات ), الأولاد : عبد المصور و عبد الأعلى و محمد و عبد المهيمن. و البنات : أنيسة و آسية و سلامة و حسانة و سكينة. و تزوج الثالثة و كانت الثانية في عصمته ( حوالي سنتين ) و اسمها خديجة القادري و هي سورية و هي أخت زوجة الدكتور محمد أمين المصري رحمه الله المدرس المعروف في الجامعة الإسلامية و صديق الشيخ رحمهما الله.

أنجب الشيخ من زوجته خديجة بنتاً واحدة ( هبة الله ) ، و طلق زوجته الثانية التي كان يعيش معها في مخيم اليرموك في دمشق.

ثم هاجر مع خديجة إلى الأردن عام 1980م و أقام في عمان - ماركا الجنوبية; قرب الشيخ أحمد عطية الذي كان من أقرب الناس للشيخ آنذاك; ثم انفصل عنه و عن منهجه و تصوف ثم اعتنق دين البهائية نسأل الله العافية.

لم تلبث زوجته الثالثة خديجة فترةً يسيرةً في عمان إلا و انتقلت إلى دمشق و رفضت الإقامة في عمَّان. و بعد حوالي ستة أشهر أرسل إليها الشيخ ورقة الطلاق، و أعادت له جواز سفرهما المشترك الذي كان معها.

جاء أحمد عطية برفقة ابن عمه الشيخ جميل إلى ماركا الشمالية إلى دكان أخي في ماركا الشمالية و طلبوني منه في سنة 1981م.

و عقدنا العقد في منزل ابن عمي في ماركا. و قد سمى الشيخ نفسه المهر! إذ أعلمنا أن هذا هو الشرع أن يحدد الخاطب ما يراه ليكون مهراً لزوجته حسب قدرته فدفع مئتي دينار آنذاك. و لم يسمِّ مهراً مؤخراً إذ ليس ذلك من السُّنة. و ذهبتُ معه إلى السوق و اشترينا من المهر ذهباً غير محلّق - كونه لا يرى جواز لبس الذهب المحلّق - و اتفقنا على أن يكون الزواج بعد حوالي شهرين بعد أن ينهي الشيخ بناء بيته الجديد في ماركا الجنوبية، فتزوجنا في منتصف شهر رمضان المبارك.



هل لكِ -يا خالة - أن تحدثينا عن تنقلات الشيخ بشكل مختصر ؟ 

هاجر الشيخ من ألبانيا مع والده إلى دمشق و كان عمره آنذاك حوالي 10 سنوات، ثم هاجر إلى الأردن عام 1980م، و قام في عمان - ماركا الجنوبية - ثم عاد اضطراراً لدمشق و منها إلى لبنان - بيروت - عام 1981م و استضافه هناك الشيخ زهير الشاويش في بيته، و من ثم سافر إلى الشارقة و أقام بها شهرين داعياً إلى المنهج السلفي هناك، ثم سافر إلى قطر و أقام بها شهراً واحداً ثم الكويت و أقام بها عشرة أيام ثم الشارقة و منها قفل راجعاً إلى الأردن و مكث فيها إلى حين وفاته يوم السبت 1999/10/2م 



هل كونكم زوجة لهذا العالم الفاضل رأيتم أن علمَه و طلبَه للعلم و تعليمَه للناس قد أنْقَص من تواجده معكم كَرَبٍّ لأسرتكم؟ وهل لهذا تأثير سلبي على أولاده؟

ولعلي أطلب منك والدتي العزيزة أن تخصيني بالدعاء فإني في أمس الحاجة له.

حفظكم الله ورعاكم و أحسن إليكم.



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...

أشكر لك هذه العواطف الجياشة، و أود أن أعلمك بأن طلب العلم لم يكن ليُعيقَ الشيخ عن أي واجب من واجباته الأسرية. بل على العكس تماماً، إذ كان رحمه الله مثال رب الأسرة المتعاون مع أهله. 

و صدقني – يا بني – أنه كان كثيراً ما يعينني في شؤون المنزل حتى أخجل منه في ذلك. حتى أنه مرة كان ( يشطف ) البرندة معي فقلت له : يا شيخ لا تفضحنا أمام الجيران، فيقولوا هذا يعمل عن امرأته، قال : هذه ليست فضيحة، ألا تعلمين أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم بمهنة أهله ؟! 

كنت إذا طلبت منه أي طلب للمنزل، مثل أن يضع رفاً زائداً في مكان ما، كان يدرسه و يفكر به، فإن وجده طلباً مناسباً، كان يباشر به و يصنعه بيده، و إن احتاج أن يذهب ليشتري له شيئاً، يذهب بسيارته ثم يرجع، و يقوم بما أشرت به عليه.

ثم كان له هواية بالرحلات – رحمه الله – على طريقة أهل الشام، فالسلة ( عدة الرحلة ) كانت بالسيارة دائماً، نذهب سوياً في الربيع و الصيف، بل و الشتاء، ننظر إلى الثلج و الشتاء و يجاملني بشرب الشاي و القهوة، و لو أنه لم يكن له هواية بهذين المشروبين. لكن لم يكن ليترك كتبه في أي ( مشوار ) نذهب به، فكان الكتاب صاحبه أينما ذهب.

بل كثيراً ما كنت أستيقظ فلا أراه في السرير، فأبحث عنه فأجده بالمكتبة، قد أضاء المصباح و اندمج مع كتبه، فأستغرب، فيقول : هذه عشيقتي !! رحمه الله .

وفقك الله أيها ( *** ) و فرج همك و كربك و جعلك من سعداء الدنيا و الآخرة. آمين. 



السائل : أخت في الله 

نريد منك أُمَّنا الفاضلة وَصْفا ليومٍ كامل من حياته رحمه الله منذ استيقاظه للفجر حتى ذهابه للنوم ليلا ..

الجواب :

وصف يوم كامل لحياة الشيخ :

كان الشيخ – رحمه الله يستيقظ لصلاة الفجر، إن لم يكن قبلها و كان يوقظ بعض تلامذته على الهاتف، ثم يذهب - طالما كان بعافيته – و يأخذ تلامذته من بيوتهم أو من الطريق الذي ينتظرونه فيه، و يصلون الفجر في المسجد الذي يتوخى فيه إمامه تطبيق السنة و اجتناب البدعة – مثل قنوت الفجر – و كان غالباً ما يكون المسجد بعيداً عن حارتنا. ثم يعود الشيخ إن لم يكن هناك جلسة مع تلامذته في المسجد، يعود إلى مكتبته و يبقى بين كتبه و أبحاثه إلى السابعة صباحاً حيث أكون قد جهزت له طعام الإفطار، فيفطر و يعود إلى المكتبة، ويبقى بها حتى القيلولة التي تكون عندما ينعس الشيخ، فيذهب و ينام قليلاً، ثم يعود إلى مكتبته. و هكذا يكون غداءه في الساعة الواحدة ظهراً, أما العَشَاء، فكان الشيخ لا يرغب به و كان يَرُد على أسئلة الهاتف بعد صلاة العشاء، إذ حدد ساعتين للفتاوى على الهاتف. أما الزيارات، فقد حدد لها بين المغرب و العشاء في الأيام التي تسمح له الظروف بها.



السائل : أخت في الله 
كيف كان الشيخ رحمه الله يتفـــاعل مع الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية و ما تأثيرها عليه ؟

الجواب :

أما عن تفاعل الشيخ مع أحداث الأمة الإسلامية، فنحن لم يكن عندنا تلفزيون في البيت، إذ كان لا يرضى الشيخ أن يدخله إلينا، و ما كان يشتري جريدة لكن الشيخ كان شديد الألم لما يحصل للمسلمين في فلسطين و العراق و أفغانستان و عامة البلدان الإسلامية. و كان كثيراً ما يتفاعل مع إخوانه المسلمين في سوريا أيام أحداث الثمانينات مع النصيريين، إذ كثيراً ما يأتي إليه الشباب المسلمون و يستشيرونه و يكرمهم و يستقبلهم و يكرمهم كأحسن ما يكون. 



السائل :
هل كان لك دور أمنا الفاضلة في ما وصل إليه عالمنا و شيخنا الألباني من فضل و علم في دين الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام .. لأنه هذا يهمنا جداً; فكيف لنا أن نشجع و نساعد إخواننا و أهالينا على طلب العلم. 

فهل كان هناك بحث و رأي مشترك فيما بينكم و بين الشيخ رحمه الله في أمر أو في مسألة طرحت, و هل استفدتم من علمه رحمه الله ؟

ابنتك و محبتك في الله 


الجواب :

بالنسبة للفائدة العلمية، فالحمد لله قد استفدنا منه الكثير الكثير، بل و استفادت عائلتي ( آل عابدين ) و غيرهم منه الكثير بعد زواجنا، و كثيراً ما يسألني الناس عن بعض الأحكام الشرعية فأقول: كان الشيخ يقول فيها كذا و كذا، و إن لم أعلم أسأل لهم طلبة الشيخ المقربين منه، و الذين كان يثق بهم.

أما عن دوري في علمه، فأنا في الأصل لست طالبة علم و أنّى لمثلي أن يشاركه علمه و أبحاثه العلمية الدقيقة ؟ لكن كنت أهيئ له – حسب استطاعتي – الجو كما يقال، و أقوم بخدمته و خدمة ضيوفه و تلامذته ما بوسعي. فلم يكن له خادمة، و لا يقبل أبداً أن يُدخل خادمة على البيت.

وفقك الله يا ............ و السلام عليكم


السائل :

ما هو الأثر الذي تركه في نفس عالمنا الجليل عندما غادر المدينة المنورة أي نقل سكنه منها ؟ 

الجواب : 

لقد تأثر الشيخ كثيراً عندما غادر المدينة النبوية، فكان يرى أن أجمل سني حياته قضاها في مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم. لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة مشواره العلمي أبداً.



السائل :

ما هي أبرز الأحداث الإسلامية في المدينة المنورة التي شارك فيها و هو يعيش في المدينة المنورة؟

الجواب :

أما أبرز الأحداث التي حصلت له هناك، فأنا لا أعرف ذلك، إذ لم أكن معه.



السائل:

كيف يمكن أن نُكرِم عالما مثل عالمنا الجليل حسب رأي الخالة أم الفضل ؟

الجواب :

أما عن إكرام الشيخ، فلا يكون مثل الدعاء له، و التزام المنهج الذي كان دائماً يدعو له، و يلخصه بكلمتين : ( التصفية و التربية ) يعني تصفية ما علق في منهج المسلمين و تراثهم من بدع و خرافات و أحاديث ضعيفة و نحو ذلك. و التربية على المنهج الحق و الدين القويم. و كان الشيخ يرى أن من أكبر مشاكل المسلمين ( و خاصة أدعياء إتباع السنة ) هي التربية الصحيحة على المنهج السليم، و هذه التربية في الغالب تحتاج إلى فترة طويلة و جهد عظيم.



السائل :

هل تشعر الخالة أُمّ الفضل بقدر حب المسلمين لزوجها يرحمه الله أَمْ ترى أنهم مقصرين في ذلك ؟

الجواب :

نعم - يا أبنائي - أنا أعرف مدى حب الناس للشيخ رحمه الله و لكن أريد أن يتذكروه دائماً بالدعاء، و أن يجزيه الله عن المسلمين خير الجزاء.

أنا شخصياً اشتريتُ شقة صغيرة مقابل المقبرة التي دفن فيها في ماركا الجنوبية بعمان، و صدقوني أنني دائماً أستيقظ ليلاً و أنظر إلى المقبرة و أدعو له و لتلميذه أبي معاذ و ابنة أخينا أبي اليمان ( سمية ) رحمهم الله, و رحم الله أموات المسلمين أجمعين، و جمعنا بهم جميعاً في الجنة مع سيد المرسلين. آمين 



السائل :

كيف يمكن لنا و نحن محرومين من وجود العالم الجليل بيننا أن نستدعي الأوقات التي كان العالم الجليل يلقي فيها دروسه و نحن لم نحضر هذه الدروس التي يعلم الله كل فقدناها؟

الجواب :

يمكن يا أخي أن تستدعي الأوقات الجميلة مع الشيخ من خلال أشرطته المسجلة المنتشرة بالألوف, و كذلك كتبه الكثيرة في المكتبات الإسلامية. 



السائل :

هل حذى أحد من أبناء الشيخ رحمه الله حَذْوَ أبيه في طلب العلم و النبوغ في علم الحديث ؟ و هل كان للشيخ تأثير في ذلك ؟


الجواب :

أهم من حذى من أبنائه حذو الشيخ في علم الحديث ابنته أم عبد الله حفظها الله.



السائل :

أرجو أن لا تبخلي بنصيحة لنا معشر الفتيات و كيف يكون لنا دور في إنشاء جيل( مجاهد) ؟؟


أعتذر عن الإطالة و لكن كرمكم يا مسكين أطمعنا ..

و أكرر شكري و امتناني لمن اقترح الفكرة و سعى لإنجاحهااا...... 

و شكرا

الجواب :

نصيحتي لبناتي الفتيات المسلمات أن يتقين الله عز و جل و يتعلمن أمور دينهن و خاصة مما يهم المرأة المسلمة في بيتها و أحوالها، و ما يتعلق في تربية أبنائها.

و أن تركز الأخت المسلمة على شؤون بيتها، و تربية أولادها بنفسها، و رعاية زوجها امتثالاً لقوله تعالى : (( و قرن في بيوتكن ))، فالنبي صلى الله عليه و سلم يقول: (( إذا صلت المرأة خمسها، و صامت شهرها، و حفظت فرجها، و أطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت )) فماذا تريد أكثر من ذلك ؟!



السائل :

كيف كانت ردود أفعال الشيخ رحمه الله من الذين كانوا يهاجمونه و يفترون عليه في الصحف و غيرها من حملة العقائد الواهية المنتشرة في الأردن و غيرها؟


الجواب :

الذين يهاجمون الشيخ و يفترون عليه كان يمر عليهم مرور الكرام، كناطح صخرة يوماً ليوهنها.

و أذكر أنني كنت معه مرة في السيارة، و قد فتح المسجلة على خطبة لرجل كان يهاجم الشيخ رحمه الله و يفتري عليه و يكفره و .... و كدتُ أنفجر غيظاً، و أرقب الشيخ و كأن شيئاً لم يكن !!! حتى قلتُ له : ما لك سامع ؟؟ فأشار إلي أن لا بأس، و لا تهتمي !

المهم أن يكون عند الله مقبولاً، رحمه الله و جعلنا و إياكم من المقبولين.


السائل :

لا بد أن هناك موقف أثر في الشيخ بشكل كبير، و لا ينسى هذا الموقف و أثره على الشيخ فهل لنا معرفة هذا الموقف سواءً كان محزنا أم مفرحاً؟

الجواب : 

أما الموقف الذي كان في عهدي و الذي كان قد أثر على الشيخ كثيراً، فهو خلافه مع الشيخ زهير الشاويش حفظه الله, و ذلك لأن الشيخ زهير كان من أقرب الناس إلى الشيخ، و أحبهم إلى قلبه. و الخصومة مع أهل المودة و الوفاء دائماً تكون مؤثرة على المرء. 

أسأل الله أن يرحم الشيخين و يغفر لهما، و يجمعهما في جنان الخلد .... آمين.



السائل :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أمي الفاضلة

كيف كان الشيخ يرحمه الله يجمع بين الدعوة و الدروس و بين زوجته و بيته و تربيته لأولاده? 

الجواب :

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ...

الشيخ رحمه الله كان ينظم أوقاته بشكل كبير، و كان كثيراً ما يقول مهنتي ( الساعاتي ) علمتني الدقة و التنظيم. فكان لا يجعل شيئاً من أموره يطغى على حساب شيء آخر, فكلٌ له دور.



السائل :

و ما قصة خروجه من الإمارات و من السعودية و رفض دخوله الأردن و جلس على الحدود حتى كفله أحد الكبار في الأردن، ياليت نعرف القصة لو تكرمتم.؟

الجواب :

أما قصة خروجه من الأردن :

فقد أُخرج الشيخ رحمه الله من الأردن سنة 1982 إلى سوريا التي كانت حكومتها تطارده، و على الحدود أعطي ورقة لمراجعة المخابرات السورية، لكنه استشار إخوانه في سوريا و ذهب مباشرة إلى بيروت ليستقبله صديقه - آنذاك - الشيخ زهير الشاويش. و بقي ضيفاً عنده حوالي ثلاثة شهور ثم استضافه أحد تلامذته في الشارقة فذهبنا إليه حوالي الشهرين، و ذهبنا شهراً إلى قطر و أقمنا بفندق الواحة، و عشرة أيام إلى الكويت، ثم الإمارات، و كان الشيخ محمد إبراهيم شقرة آنذاك يسعى له للعودة إلى الأردن مع أعلى المستويات التي تفهمت وضع الشيخ، و مكانته العلمية، و خدمته للسنة النبوية، فسمحوا له بالعودة إلى الأردن، فعدنا عن طريق المطار، و لم يكن هناك انتظاراً على الحدود كما ذكرت. و لا ننسى جهود الشيخ أبي مالك شقرة في ذلك فقد كان الشيخ يدين له بذلك حتى آخر عمره. جزاه الله خيراً ، و رحم الشيخ و جعل ذلك في ميزان حسناته.

أما هو فلم يكن للشيخ أي اتصال مع المسؤولين السياسيين في البلدان العربية و الإسلامية أبداً، و كان دائماً يتمثل قول النبي صلى الله عليه و سلم : ((.... و من أتى أبواب السلطان افتُتن )) .



السائل :

من خلال تصفح سيرة حياته رحمه الله فقد أوصى بأن تودع كتبه في المدينة المنورة, و لكن ألَم يبقى له شيء في بيته مثل, مذكرات أو أوراق دَوَّنها و لم يكملها, مصحفه, لنتعرف على ما فيها و ما دونه عليها و لم يكمله. بارك الله بكم. 

الجواب :

نعم لقد أوصى الشيخ بإيداع كتبه كلها، و أوراقه المكتوبة بخطه و مخطوطاته في مكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، و لم يبق في بيته شيء من ذلك، و لم يكن للشيخ مذكرات، فمذكراته التي دونها هي كتبه و رسائله العلمية التي أودع فيها خلاصة فكره و تجربته. و لم يكن للشيخ مصحف معين، بل كان عندنا مصاحف كثيرة في البيت نقرأ بها.

أما ما دونه و لم يكمله، فكثيرة هي مشاريعه العلمية التي تحتاج لأضعاف عُمر الشيخ لإكمالها، نسأل الله أن يهيئ للمسلمين من يكملها و يجزيه عن المسلمين خير الجزاء. 



السائل : 

سمعنا عن مواقف أبكته .. فما المواقف التي أضحكته رحمه الله ؟


الجواب :

أما عن المواقف التي أضحكت الشيخ رحمه الله، فالشيخ كان قليل الضحك رحمه الله، و ما كان يفرح لشيء من أمور الدنيا، بل يفرح لطاعة الله عز و جل و خدمة السنة النبوية. حتى إن جائزة الملك فيصل حينما جاءه خبرُها ما ظهر عليه شيء من الفرح لذلك أبداً، بل إنه قال: جاءت متأخرة، فقد جاءت في بداية مرض وفاته رحمه الله. و الشيخ لم يكن له حساب في أي من البنوك المنتشرة، و أبى أن يفتح حساباً لاستلام قيمة الجائزة التي ذهب الشيخ أبو مالك شقرة حفظه الله لاستلامها عنه رحمة الله على العلامة الألباني إمام المحدثين
 .

منقول

هديتي لك أخية


من روائع كلام الحسن البصري -ؤحمه الله-

كان الحسن البصري يدعو ذات ليلة:

اللهم اعف عمن ظلمني، فأكثر في ذلك؛

فقال له رجل...: يا أبا سعيد، لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك!

حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك، فما دعاك إلى ذلك؟

قال: قوله تعالى:

{فمن عفا وأصلح فأجره على الله}

اللهم اعف عمن ظلمني ..... اللهم اعف عمن ظلمني
اللهم اعف عمن ظلمني ..... اللهم اعف عمن ظلمني

لا تكابر فنهاية .......... الدنيا مقابر !!!

نعم وربي سنهلك مثل ماكاد أن يهلك قلبي بسبب أخت كنت أحسبها لها علما ...


الأربعاء، 23 يناير 2013

نصيحة عالم..........


نصيحة فضيلة الشيخ ربيع المدخلي لطلاب العلم تدمع لها العيون والقلوب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد : فأرحب بالإخوة الكرام ، في هذا اللقاء الطيب ، وسوف أستجيب لهذا الطلب - في حدود طاقتي - ؛ فأقول : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :


• فإني أوصي نفسي ، وإخواني السلفيين في كل مكان - بل وجميع المسلمين - : بتقوى الله - تبارك وتعالى - ، ومراقبته في السر والعلن .

• وأوصي نفسي وإياكم بالاهتمام بالعلم ، لأن الناس - في هذا العصر - في أشد الحاجة إلى وجود العلماء ، ولا يتأتى وجود العلماء إلا أن تنبري منهم طوائف من طلاب العلم ؛ يعدون أنفسهم إعدادًا صحيحًا ، ليرتقوا إلى مستوى العلماء ، فيقودوا الأمة بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طريقة السلف الصالح فيما يرضي الله ، وفيما يخلصهم من سخط الله - تبارك وتعالى - لتجنيبهم المعاصي والآثام ، وتجنيب الناس البدع والضلالات ، والوقوع في الشهوات . لأن الأمة - هذه - ما قامت إلا بالعلم ؛ علم الكتاب والسنة ، وما سادت وفتحت الدنيا إلا بالعلم ، والأخلاق ؛ الأخلاق المستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

• وأوصيهم بتحصيل العلم ، وبذل الجد فيه ؛ على طريقة السلف الذين كانوا يجدون في تحصيل العلم ، ويرحلون المسافات الشاسعة ، من مشارق الأرض إلى مغاربها ، وقد يسافر الرجل مدة شهر أو شهرين من أجل حديثٍ واحدٍ !! لماذا ؟ لأنهم عرفوا قيمة العلم الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - .

• وأوصيهم بالإخلاص لله - تبارك وتعالى - في طلب العلم ، سواء فيما يدرسون على أنفسهم ، وفيما يتلقونه من مشايخ العلم .

• وأوصيهم بالآداب والأخلاق الإسلامية ، وأن يرحم الكبير الصغير ، وأن يوقر الصغير الكبير . نحيي ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - علما وعملا ، وأخلاقا وآدابا . فإن هذه الأمور قد ضعفت جدا !! وهانت عند بعض الطوائف تماما . فلا أخلاق ولا آداب ، ولا علم ولا صدق ، مع الأسف الشديد .

ونسأل الله أن يطهر الأرض من هذه الأصناف ، وأن يخلف هذه الأصناف بخير منهم ، من حملة العلم والدين الصحيح ، والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة .

هذا ما أوصي به نفسي وإخواني ، وأعتقد أن في هذا القدر كفاية ؛ لمن ألقى السمع وهو شهيد .

وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم


فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - جزاه الله خيرا -

الأحد، 20 يناير 2013


السؤال : أحسن الله إليكم و جازاكم الله خيرا، هذا السائل يقول ما حكم استعمال كاميرا الحاسوب الآلي في رؤية أهلي في اليمن مع أني في بلد آخر؟


الجواب : الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم، على كل هذا يدخل في التصوير هذا العمل يدخل في التصوير. والتصوير الذي عليه المحققون من أهل العلم والراسخون والمتثبتون أن التصوير لا يباح ويفتح المجال. وإنما يرخص فيه ما كان لضرورة، إنما يرخص فيه ما كان لضرورة أو لحاجة معتبرة أما مثل هذه فما هي من ذا ولا من ذاك، ليست من الضرورة ولا من الحاجة المعتبرة فلا داعي لذلك. وبسبب أن هنالك من توسعوا في هذا العصر في إباحة الصور وحصل بسبب ذلك مفاسد كثيرة فبعض الأشخاص قد يجي يقول قد قال العالم الفلاني قد قال كذا، يعني يحصل إما أن يكون العالم من علماء البدع والأحزاب أو يكون العالم سنيا. لكن في هذه المسألة يعني اجتهد ووافق ما عليه المترخصون والمتساهلون فالعبرة بما وافق الدليل فالأدلة كثيرة على تحريم الصور والتصوير إلا ما استثني مما سبق ذكره والله أعلم.
 الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله

السؤال: ما حكم التصوير بالجوال؟ فأنا أقوم بتصوير ابني بدون ضرورة و هل علي مسح صوره من الجوال أو الكمبيوتر؟


 الجواب: "...قضية التصوير ظاهر الأدلة من السنٌة أن جميع التصوير بالوسائل المختلفة سواءً الحادثة في هذا الزمن أو غيره أنه حرام و لا يستثنى منه إلا ما دعت إليه الحاجة أو الضرورة فما كان بدون حاجة و لا تلجأ إليه ضرورة فاالأصل التحريم و هو من الكبائر و على هذا مشى الشيخ عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ يرى بأن التحريم عام بأي وسيلة من الوسائل كان التصوير مع أن بعض العلماء المعاصرين فرق بين إشتقاق الصورة و بين نحتها و الأحاديث تبقى على عمومها حتى يأتي ما يخصص من النصوص الصحيحة و لا مخصص .فالخلاصة الذي يصور بأي وسيلة من الوسائل بدون ضرورة تلجأه إلى ذلك فقد وقع في المحظور فعليه أن يرحم نفسه فالوعيد شديد لعن النبي صلى الله عليه و سلم المصورين و قال: "من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح و ليس بنافخ" فهي كبيرة من كبائر الذنوب و إن تساهل فيها معظم الناس فما كان لضرورة و حاجة ملٌحة فعند الضرورة يباح المحظور. " اهـ

 فضيلة الشيخ زيد المدخلي ـ حفظه الله ـ



السؤال: احسن الله اليكم.. نعلم تحريم التقاط الصور بالكاميرا لكن ما حكم النظر اليها؟

الإجابة:
 قال السائل: نعلم تحريم التقاط الصور بالكاميرا لكن ما حكم النظر إليها؟ إن كانت صور نساء وأنت رجل فلا يجوز، وإن كانت صور رجال فالمرأة أيضا ليس لها أن تنظر إلى الرجال. -قُلْ لِلمُؤْمِنِينَ يَغُضُوا مِن أَبْصَارِهِم وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم-الآية:30 من سورة النور 
سلمك الله، لكن نظر الفجأة لا عليك شيء فاصرف بعد ذلك بصرك. يقول: هو ينظر إلى الصور ما حكمها؟ مثلا: أم يريد يصور نفسه؟ إن كان لحاجة وضرورة فلا بأس أنه يتصور للحاجة والضرورة أما لغير الحاجة أو ضرورة فيخشى أن يشاركه في الإثم لأنه يعينه على الإثم؛يعين المصور.

رسالة من الشيخ سعيد رسلان -حفظه الله-




الجمعة، 18 يناير 2013

هل يجوز طلب الدعاء من الغير؟؟؟؟؟؟؟


السؤال:

سمعنا أن من فضيلة الدعاء قول الشخص لأخيه: لا تنسَنا يا أخي! من صالح دعائك، هل لكم تفصيل في هذا الأمر، مع ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لـ عكاشة عندما قال: ( ادع الله يجعلني منهم يا رسول الله! )


الجواب



طلب الدعاء من الغير إن كان لمصلحة عامة فلا بأس به، مثل ما حصل للأعرابي الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، وفي الجمعة التالية قال هذا الرجل أو غيره: غرق المال وتهدم البناء فادع الله يمسكها، فإن هذا لا بأس به؛ لأن المصلحة للغير، فهو بمنزلة الشافع، أما إذا كان لمصلحة خاصة فهذا إن كان من النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا بأس به، أي: لا بأس أن يسأل الناس النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ليس كدعاء غيره.

أما إذا كان من غيره فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: إنه يدخل في المسألة المذمومة، فلا تقل لأحد: ادع الله لي إلا إذا قصدت مصلحته هو، وكيف يكون مصلحة له؟ يكون مصلحة له لأنه إذا دعا لك فقد أحسن إليك والله يحب المحسنين؛ ولأنه إذا دعا لك قال الملك: آمين ولك بمثله، فيستفيد من هذا الدعاء الذي دعاه لك بظهر الغيب، أما إذا قصد مصلحة نفسه -أي الطالب- فكما سبق عن شيخ الإسلام ، وفيه محذور آخر؛ وهو أنه قد يعتمد على دعاء هذا الرجل ولا يدعو هو لنفسه، وفيه محذور ثالث؛ وهو أن المسئول ربما يغتر ويرى أنه رجل صالح يطلب دعاؤه فيزهو بنفسه ويعلو بنفسه، فأنت يا أخي! ادع الله لنفسك؛ لأن دعاءك الله عبادة، سواء أجابك أو لم يجبك، ودعاؤك لربك صلة بينك وبينه، فألح على الله بالدعاء بدل أن تقول لشخص من الناس ادع الله لي، وحديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله له: ( لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك ) حديث ضعيف.
المصدر: لقاء الباب المفتوح      الشيخ صالح العثيمين -رحمه الله-


***طلب الدعاء من الغير لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.



س:10/ هل إذا طلب إنسان الدعاء من إنسان آخر وذلك بنية أن الذي طلب منه الدعاء دعوته مجابة بخلاف الأول، هل ذلك من الشرك؟


ج:طلب الدعاء من المخلوق جائز في أصله إذا كان ذلك المخلوق حيا يقدر على الدعاء، وجاء في السُّنن في حديث يحتج به أهل العلم وإنْ كان في إسناده ضعيف أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعمر «لا تنسنا يا أخي من دعائك»، وثبت أيضا في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن أويس القرني «من استطاع منكم أن يدعو له فليفعل»، وهذا يدل على أنّ جنس الطلب طلب الدعاء من الحي جائز، والنبي عليه الصلاة والسلام طلب منه الصحابة الدعاء فدعا لهم.
لكن هناك قول لشيخ الإسلام بن تيمية وهو أن طلب الدعاء؛ طلب الحي الدعاء من الحي تركه أولى، إلا في حال أن يكون من طلب من الآخر يأمل نفعه ونفع الداعي معه، يقول إذا كان الطالب يأمل نفع الداعي ونفع المدعو له جميعا جاز، لكن إذا كان يطلب نفعه وحده في اعتقاد في ذاك المسؤول، فإنّ هذا تركه أولى.
وقول السائل هنا من دعوتهم مجابة هذه الكلمة دعوة فلان مجابة، أو فلان من مجابي الدعوة، المقصود منها الغالب ليس المقصود منها أنه لا يدعو بدعوة إلا أن يجاب، المقصود منها أكثر أموره؛ يعني إذا دعا أجيب في أكثر ما يدعو به، وإلاّ كما ذكرت لك فإن الأنبياء وهم من مجابي الدعوة؛ بل هم أفضل من مجابي الدعوة من أقوامهم رُدت بعض دعواتهم كما ذكرت، فإجابة الدعاء منوطة بأسباب شرعية وقدرية ولله جل وعلا الحكمة البالغة.
قد روى ابن جرير رحمه الله في تهذيب الآثار وفي غيره أيضا أنّ حذيفة لما سئل من قبل بعضهم أن يدعو حذيفة لذاك فدعا له، ثم سئل مرة فنفض يديه وقال أنبياء نحن؟ إنكار بتكرر السؤال من هو دون الأنبياء، طلب الدعاء ممن هو دون الأنبياء هذا ظاهر.
فالاعتقاد في فلان أنه مجاب الدعوة يسأل، أدعو لنا يا فلان، هذا قد يكون من أسباب الاعتقاد فيه بعد مماته فإذا سئل مرة مرتين ونحو ذلك، أما أن يجعل فلان يقال له دائما أدعو لنا يا فلان هذا غير طريقة السلف.
شرح كشف الشبهات في التوحيد (1) 25 جمادى الآخرة 1416للهجرة
س:5/ هل طلب الدعاء من شخص سنة؟ شرح كشف الشبهات (3)
ج/ طلب الدعاء من الحي؛ يعني ترى من ترجو أن يجاب إما بكونه صالحا، أو لأنه يتحرى أوقات الإجابة أو أنه في سفر، أو ما أشبه ذلك من أسباب الإجابة، فتطلب منه أن يدعو لك الأولى أن لا تطلب منه، وإذا طلبت فإن السنة أن تنوي نفعه ونفعك جميعا، لا تنوي حين تطلب أنك محتاج إلى أن يدعو لك، هذا خلاف السنة، السنة أن تنوي النفع حين تطلب منه الدعاء تريد أن تنفعه يعني بأن ينوي الملك ويقول لك بالمثل وتنفع نفسك أيضا بالدعاء هذا هو التحقيق.
وعليه يحمل ما ورد من في السنن من حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لعمر أن يدعو له مع أن الحديث ضعيف

إلى كل من له همة بطلب العلم...............

قال الإمام ابن القيم _رحمه الله _في مدارج السالكين :



وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله ونزلت به كتبه فوراء ذلك كله وهو نوعان:
" توحيد في المعرفة والإثبات وتوحيد في المطلب والقصد "



"فالأول" هو حقيقة ذات الرب تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله وعلوه فوق سمواته على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمه وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح كما في أول سورة الحديد وسورة طه وآخر سورة الحشر وأول سورة تنزيل السجدة وأول سورة آل عمران وسوة الإخلاص بكمالها وغير ذلك.


"والثاني" مثل ما تضمنته سورة قل يا أيها الكافرون وقوله قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية وأول سورة تنزيل الكتاب وآخرها وأول سورة يونس ووسطها وآخرها وأول سورة الأعراف وآخرها وجملة سورة الأنعام وغالب سور القرآن بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد بل نقول قولا كليا إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد .

ما هو الحب في الله وكيف يكون؟؟؟

قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

"معنى الحب في الله

 أن تحب ما يحبه الله: من شخص، أو فعل، أو حكم.، تحب المستقيم على طاعة الله، الذي يؤدي فرائض الله وينتهي عن محارم الله، ويبتعد عن البدع، ويستقيم على دينه، تحبه ولو كان بعيدًا، ولو لم يكن من قبيلتك، ولو لم يكن من قرابتك، ولو لم يكن من أهل بلدك، ولو كان عجميًا وأنت عربي، تحبه لدينه، لاستقامته، هذا هو الحب في الله. "
وأشهد الله أن هناك أشخاصا أحبهم في الله حبّا لا يعلم مداه إلا الله وأسأله جلّ في علاه أن يجمعني بهم في الدّا رين

الأربعاء، 16 يناير 2013

سماحة الشيخ الإمام العلامة / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ( رحمه الله تعالى ) : 

السؤال : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً ؟


الجواب : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة ، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا ، والله المستعان 
وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ : والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتــــــــ­بات بالتي هي أحســن .

السبت، 12 يناير 2013

لا أنشر هذا لكي يتمتع الكثيرون وإنما حتى نبين الحق أن علماء السلفية الأجلاء والموثوقين لا يأيدون المدعوا بلادن ولا من تابعه بل يمقتون هذا وقالواكلمة حق فاسمع واعرف ..... وضعت هذا لبعض الذين يسمون السلفين على الجادة بأتباع بلادن وأصحاب التفجيرات وووو..... نحن نشهد أن الله لا إله إلا هو وأنه هو الله لا شريك له ونبينا عليه الصلاة والسلام وضح الدين القيم فنحن من أهل السنة والجماعة هذه هي دعوتنا ونمقت المرجئة والشيعة والخوارج والمعتزلة والجهمية و الصوفية والشيعة والإخوان وغيرهم ...نبغضهم أشد البغض هدفهم تفريق الصفوف وتشيع الفتنة ..... التوحيد حق الله على العبيد ولزوم السنة والجماعة هذا هو الصف الذي عليه نقوم .... ولسنا من أهل القصص وسرد الحكايات وغيرها ..... نحن سلفيون على الجادة ولا أزكي أحدا ونحسبهم كذلك وأسأله عزو وجل أن يثبتنا على الحق والنهج السليم وألا نحيف عنه حتى نلقاه

من هو بلادن ؟؟؟؟؟؟وماهو قول علماء السنة فيه .......

الخميس، 10 يناير 2013

شرف العلم........


 قال الإمام السعدي رحمه الله عند قول الله تعالى:

        ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) آل عمران 18

  وفي هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة:

        منها: أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس.


        ومنها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا.

        ومنها: أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته.

        ومنها: أنه تعالى جعلهم شهداء وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به، فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل من عمل بذلك نالهم من أجره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

        ومنها: أن إشهاده تعالى أهل العلم يتضمن ذلك تزكيتهم وتعديلهم وأنهم أمناء على ما استرعاهم عليه...

        تفسير السعدي رحمه الله.

أنصحك معرفتها.............


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alqayim.net/vb/showthread.php?t=264

هذه بعض فتاوى تهم المرأة المسلمة للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله

يسأل عن امرأة استمر بها الحيض من بداية بلوغها ولم ينقطع، والدم لونه لون الحيض وعرفه كذلك فماذا تصنع في الصلاة ؟
ما هي الفوائد التي يجب على المرأة أن تكون ملمة بها وخاصة طالبة العلم ؟
ما حكم استخدام المرأة للأدوات والمساحيق التجميلية والتقليدية في شعرها وجسدها ولبس الأزياء أمام زوجها وأمام النساء في الحفلات؟
أرجو توضيح هذا الحديث حول دخول النساء الحمامات ؟
ما هو الحجاب الشرعي للمرأة وهل صحيحا أن المرأة لا تخرج من البيت إلا للضرورة أم يجوز لها أن تخرج لبعض الأمور عند الضرورة إذا لبست الحجاب الشرعي ؟
ما حكم زيارة النساء للقبور ؟
عن حكم حلي المرأة هل فيه زكاة وما هو المقدار إذا وجد الزكاة فما هو المقدار الذي يجب فيه ؟
المرأة المعقود بها التي لم تزف إلى زوجها هل يجب عليها طاعته كما لو كانت في بيته من أمر الخروج والدخول والفراش ؟
هل عمل المرأة حرام وهي مضطرة لإطعام أطفالها ولا يوجد من يعولها ؟
ماحكم التي تلبس ثياب شفافة وأكمام قصيرة أمام النساء ؟
هل يجوز للمرأة أن ترضع طفلها أمام أخواتها ؟ وماهي حد عورة المرأة أمام المرأة ؟
ماحكم مس المصحف للمرأة الحائض من غير حائل ؟ وكذلك ماحكم دخول المسجد أيضاً للمرأة الحائض والنفاس ؟
ما حكم الرطوبات التي تخرج من المرأة هل هي ناقضة للوضوء ونجسة أو لا ؟
وهل شرع السلام اللفظي على النساء، أم لا؟